انا جبتلكم قصة ساره و صديقتها
قالت سارة :
======
كنت في الفصل .. بانتظار معلمتنا المخلصة .. التي لم تأتي بعد .. لقد تأخرت عن الحضور .. والجميع في مكانه ينتظر ..
التفتت علي صديقتي المجاورة لي وقالت : ياسارة .. فقلت : نعم .. قالت : يا سارة أنا غير سعيدة في حياتي .. وما أن انتهت منها إلا والدموع القليلة تتناثر على خدها ..
أخذت منديلا من جيبها .. وبدأت تمسح تلك الدموع الحارقة .. وهي تقول : ساعديني يا أختاه ..
فقلت لها : ابشري يا أخيه .. ولكن هل ستكونين معي صادقة فيما أسألك ؟ .. قالت : نعم .. فأنا أريد الطمأنينة والراحة في هذه الحياة ..
قلت لها : لماذا خلقنا الله ؟ قالت : لعبادته .. هكذا تعلمنا .. وهكذا رأينا .. أمي تصلي .. أبي يصلي .. أخي يصلي ..
قلت لها : وأنتِ ؟
سكتت .. وقلت في نفسي لن تجيب على سؤالي .. ولما طال السكوت .. رددت نفس السؤال : وأنتِ ؟...
خرجت الدموع مرة أخرى على خدها .. وهي تقول : أحيانا .. وحتى إذا صليت .. فلا أهتم بالوضوء .. أو بوقتها .. أو حتى بالاطمئنان فيها .. أصلي شكلا أمام أمي لترى أن صليت فلا تعاتبني على تركها كذلك الوضوء ...
قلت لها : هذا سبب عدم سعادتك .. لم تعبدي ربكِ حق العبادة .. المؤمن عندما يعبد الله فعلا .. تتحول حياته كلها سعادة .. حتى لو كان تحت سياط التعذيب .... وذكرت لها قصة بلال رضي الله عنه كيف كان والصخرة على جسده في الشمس وعلى الأرض المحرقة ..
فالسعادة ليست بالمال .. ولكن بالتقوى .
ولست أرى السعادة جمع مال .. ولكن التقي هو السعيد
أختي : لن تجدي السعادة بدون العبادة .. وقد قال الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) ...
معيشتك ضنكا .. يا أخيتي .. لأنكِ أعرضتٍِ عن ذكر ربك ..
قالت : الآن عرفت سبب شقائي .. وبدأت تردد الاستغفار والدعاء
وماهي إلا لحظات قليلة .. إلا ودخلت معلمتنا المخلصة .. التي ألقت علينا السلام .. وحمدنا الله على سلامتها ..